فرح أبدي …………و………حزن وقتي
ابونا ميخائيل ابراهيم
• أيقونة الميلاد ايقونة مفرحة. نشاهد فيها ملائكة وقديسين بهالات من نور. الله اختارهم مندوبين عن البشرية ليشاركوا السمائيين فى خلاص بنى آدم – أمثال العذراء مريم التى شاهدناها طوال شهر كيهك فى التسابيح عذراء بتول سيدة الابكار فرحه مهلله على جبال أورشليم لم تهتم بما هو أتى وكيف تمنع نظرات الناس لها بل أهتمت بطفلها خالقها ومخلصها. وأيضا أهتمامها وفرحتها بخدمة اليصابات .
• يوسف النجار هذا الشيخ البار الذى أخذ العذراء مريم بكل حب من الهيكل ليعولها حتى بعد علمه بحبلها ولأنه كان بارا يقول الكتاب” فيوسف رجلها إذ كان بارا لم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سرا”
(مت1: 9)
• نشاهد أجراس تدق لتعلن رضا السماء بالتصالح مع الارضيين.
• نشاهد الرعاة ساهرين من أجل حبهم للرعية ومن أجل امانتهم كانوا من السباقيين لرؤية الطفل.
• نشاهد مجوس مهتمين بأمور الطبيعة ومن أجل تحليلهم للأمور بعقل مستنير تعرفوا وفسروا هذا النجم الغريب . ووصلوا الى مكان ميلاد الملك ” وقدموا له هداياهم وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا” (مت2: 11).
▪ ولكن شئ ما يحدث فى الايقونة……..!!!
▪ ما هذا البكاء ؟ ما هذا العويل؟ نشاهد سيوف….ودم…
▪ نشاهد هيرودس وجنوده يذبحون ويقتلون من أجل التشبث بالحكم والخوف على الملك.
▪ أبعد التصالح والفرح يأتى الحزن!! بعد سماع ترانيم الملائكة ” المجد لله فى الاعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” يأتى قتل وحزن؟
▪ أترضى يارب بهذا الظلم بعد الميلاد والفرح؟ مع بدءعهد جديد (سنة جديدة) وأنت ملك السلام. ألم تقدر أن تمنع مثل هذا وأنت ضابط الكل؟
▪ هل كل هؤلاء القديسين أخطأوا عندما فهموا أن الفرح والخلاص آتيان على الأرض بسبب الميلاد !!! سمعت من خلال وجوههم المملوءة فرح وسلام حتى بعد هذا القتل والإستشهاد تفسير إن قتل أطفال بيت لحم لم يأتى بمحض الصدفة ولكنه يمثل جزء لا يتجزأ من حياة المخلص.
أهتم الوحى بإعلانه فى العهد القديم والجديد . وهذا هو الفرح الحقيقى اللأنهائى . فقد رآى أرميا النبى راحيل زوجة يعقوب المدفونة فى بيت لحم تبكى على أولادها (أحفادها) ليس من أجل هلاكهم . ولكن من أجل الظلم وقساوة قلب هيرودس.
هذا هو الحزن الوقتى. “صوت سمع فى الرامة نوح وبكاء وعويل كثير رحيل تبكى على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين” (مت2: 18).
والفرح الابدي أن هؤلاء الأطفال قدموا عملا كرازيا وشهادة حق أمام العالم كله. فإنهم يمثلون كنيسة العهد الجديد التى حملت بساطة الروح كالاطفال. التى لا يطيقها هيرودس (الشيطان)(الحاكم) فيضطهدها على مر العصور لأنه لا يقدر أن يكتم صوت شهادتها . إذ إنطلق الأطفال كأبكار لينعموا بالوحدة مع الحمل الإلهى فى مطلع وبداية سنة جديدة وعصر جديد ممتلئ بالحزن الوقتى والفرح الأبدى.
▪ أنظر إلى ماهو أعمق وماهو مفرح:
تخيلت وأنا على الأرض إستقبال إبراهيم وإسحق ويعقوب لهؤلاء الأطفال الشهداء . تخيلت أمنا سارة ورحيل تمسح دموع وأحزان الأطفال الوقتية وتلبسهم أكاليل أبدية.
▪ أنظر إلى السماء تجد هناك تعزياتك وفرحك.
فى إختصار إن هذا الحدث بما فيه من ألم لكنه يحمل ويكشف أسرار ونبوات كنيسة العهد الجديد. كنيسة تحمل الصليب كعلامة جوهرية تمس طبيعتها . كنيسة أبكار مرتفعة إلى فوق تمارس حياتها السماوية بكل فرح.
ولكن سيبقى السؤال . إلى متى هذا الظلم للكنيسة؟؟
الإجابة ما يقوله الروح للكنائس”متى أيها القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. فأعطوا لك واحد ثيابا بيضا وقيل لهم أستريحوا زمانا يسيرا أيضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضا ان يقتلوا مثلهم ” (رؤ6: 10- 11).
حبيبى أنظرللأيقونة وعليك أن تختار إما حزن وقتى وفرح أبدى اما فرح وقتى وحزن أبدى. كما قال السيد المسيح ” الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتناحون والعالم يفرح أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحول إلى فرح” (يو16: 10).
والمجد لله آبديا آمين